عرض لأهم وقائع مؤتمر " الابتكار واتجاهات التجديد فى المكتبات" المنعقد في سبتمبر 2019 بالمدينة المنورة

  

بحمد الله تعالى وتوفيقه ، في طيبة الطيِّبة ، وفي جوار الحبيب صلى الله عليه وسلم ؛ تم انعقاد

    " مؤتمر الابتكار واتجاهات التجديد فى المكتبات "

في (12-10 محرم 1441هـ / 9-10 سبتمبر 2019م) 

بدعوة من مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية، بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة؛ وتحت رعاية سمو الأمير / فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، أمير المدينة المنورة ورئيس مجلس أمناء المجمع ، و برئاسة سعادة الأستاذ الدكتور/ حسن عواد السريحي أستاذ علم المكتبات والمعلومات بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ، والأمين العام المكلَّف لمجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية ؛ 

تم افتتاح المؤتمر بحفل مَهيب تحدث فيه كل من : سعادة الأستاذ الدكتور/ حسن عواد السريحي ، و سمو الأمير / فيصل بن سلمان أمير المدينة المنورة، و سعادة الدكتور / محمد نادر سراج أستاذ اللسانيات بالجامعة اللبنانية ، أعقبته مأدبة عشاء فاخرة ؛

 ومن أجمل ما قيل في حفل الافتتاح العبارة التالية  :

إذا أردتَ أن تُسعِدَ إنساناَ فاعطه كتابا ً، وإذا أردتَ أن تُسعدَ مجتمعا ًفاعطه مكتبة !

فالمكتبات بقية بألَقِها.. وقيمتها.. وبالحميمية بينها وبين القارئ !

وقد دارت أحاديث وأبحاث المؤتمر حول المحاور التالية:  

• تقنيات ما بعد 2018 والتحول في المكتبات
• تأثير الابتكار على الادارة والهيكلة في المكتبات
• الابتكار ودوره في تعزيز الميزة التنافسية للمكتبات
• البرامج والخدمات المبتكرة في المكتبات لمقابلة حاجات المجتمع
• الحلول الابتكارية للمشكلات والتحديات التي تواجه المكتبات
• المكتبة والمجتمع : العلاقة والحاجات المتطورة
• ندوة حول الرؤية الابداعية لخدمات مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية.

  لقد كان هذا المؤتمر ملتقى ثقافي كبير دشن به مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية لأنشطته وجمع كوكبة من  أساتذة الجامعات، والباحثين والطلاب والطالبات ، واختصاصيي المعلومات -من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والمتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات والتاريخ والحضارة -  من شتى انحاء الوطن العربي وغيره من البلدان : (المملكة السعودية، ومصر، والسودان ، والإمارات العربية المتحدة ،والبحرين ، وعمان،ولبنان ، والأردن ، وتونس، والجزائر، والمغرب، والباكستان، وسنغافورة، والكاميرون)  ليناقشوا علاقة الابتكار والابداع باتجاهات التجديد والتطوير في المكتبات ، وكيف تقابل احتياجات المجتمعات في زمن التطورات التقنية المتسارعة؛  فالمكتبات تعيش منافسة جادة من معطيات العصر التقنية التي قدمت الكثير من الفرص للمكتبات للتطوير والابداع وفي نفس الوقت التحديات التي تصرف الناس عنها ؛ولذلك دعت الضرورة ان تبدع المكتبات في اعادة اكتشاف نفسها وتطوير خدماتها ووظائفها بما يتناسب ومعطيات العصر التفاعلية لتستمر كعنصر جذب وتثقيف وخدمة. 

   

وقد توقعتُ أن يكتفي متحدثو المؤتمر  وباحثيه عن الابتكار والتجديد في مجال المكتبات والمعلومات  باعتبار أن الابتكار - بعد توفيق الله عز وجل- هو أساس كل اختراع،ومنشأ  كل تقدم... ولكن الجميل أن بعض متحدثي المؤتمر وباحثيه قد قاموا  بالربط بين التاريخ والتراث العربي والإسلامي من ناحية، وبين الابتكار من ناحية أخرى ؛ وهو ما يُحسب للمؤتمر.

ولعل من أبرز الموضوعات التي طُرحت بالمؤتمر :

 المخطوطات المهجَّرة، والمكتبات الوقفية، والمكتبات الخضراء.

وقد اتسم المؤتمر بإتقان التنظيم ، وحُسن استقبال الضيوف، وكرم الضيافة ، وحسن رعاية ضيوف المؤتمر من النواحي العلمية ، والثقافية ، والدينية .

  كما تم تكريم كل المتحدثين والباحثين المشاركين بالمؤتمر.

وقد أضاف إلى قيمة هذا المؤتمر ما صاحبه من معارض ثقافية نافعة؛ واحتفاليات تراثية راقية ، فضلاً عن زيارة الأماكن المقدسة بالمدينة المنورة ، وكذلك أبرز المعالم التاريخية والتراثية بهذه المدينة المباركة. 

وكان من أبرز توصيات المؤتمر ما يلي:

·       دعم جهود مؤسسات المجتمع المختلفة والجمعيات والاتحادات المهنية لتعزيز نشر مفهوم الإبداع والابتكار بين العاملين في مجال المكتبات.

·       أهمية سعي المكتبات ومراكز المعلومات لمواكبة كل ما هو جديد في عالم التقنية والذكاء الاصطناعي، وتوظيفها في خدمة الباحثين، بالإضافة إلى تبني مبادرات المكتبات الرقمية على غرار التجارب العالمية التي أثبتت كفاءة وقدرة عالية في إثبات وجودها وتفعيل خدماتها.

·        إن رعاية المبدعين والمبتكرين علميًا وفنيًا والكشف عن البصمة الإبداعية لديهم؛ من أهم مقومات التنمية المستدامة للمجتمعات وتدعيمها اقتصاديًا ومن ثم فإن هناك ضرورة للاهتمام بالمراكز الاستكشافية ذات التوجه العلمي والإبداعي في المكتبات المدرسية والعامة.

·       ضرورة التخطيط السليم عند إدخال أي تقنية في المكتبات الجامعية، وأن يتم تفعيلها كما ينبغي وتدريب وتأهيل أخصائيي المعلومات للاستفادة القصوى من التقنيات المدخلة

·       أهمية أن تسعى المكتبات ومراكز المعلومات لمواكبة كل ما هو جديد في عالم التقنية والذكاء الاصطناعي، وتوظيفها في خدمة الباحثين و من ثم فعلى أخصائيي المعلومات تطوير خلفياتهم وقدراتهم المهنية والارتقاء بها في خضم هذه الثورات التقنية الذكية.

·       الاهتمام بتقنية إنترنت الأشياء من قبل أهل الاختصاص في الوطن العربي، والاهتمام بإبراز مدى أهميته ودوره البارز الفعال لتقدم وتطور خدمات المكتبات ومراكز المعلومات والتحول للمكتبات الذكية.

·       تبني مبادرات المكتبات الرقمية على غرار التجارب العالمية التي أثبتت كفاءة وقدرة عالية في إثبات وجودها وتفعيل خدماتها، مثل: المكتبة الرقمية بمكتبة نيويورك العامة ومكتبة جامعة نانيانج بسنغافورة، ومكتبة كاليفورنيا الرقمية، ومكتبة الأطفال العالمية بأمريكا، ومكتبة كنتاكي الافتراضية.

·       على المكتبات ومؤسسات المعلومات العربية أن تتبنى مبادئ منهجية "أجايل" في إنجاز المهام وتخطيط وتنفيذ خدمات المستفيدين، وتحفيز مدراء المكتبات على نشر ثقافة منهجية أجايل بين العاملين، وتوعيتهم بمفهوم تلك المنهجية وما ستحققه المكتبات عند تطبيقها؛ مع التأكيدعلى أهمية تعديل التشريعات أو السياسات التي قد تعيق تطبيق منهجية أجايل داخل مؤسسات المعلومات العربية بالشكل المطلوب.

·       استخدام الألعاب التحفيزية في تدعيم رسالة المكتبات المدرسية وغير المدرسية؛ مما يعمل على تفعيل دور المكتبات في توصيل رسالتها إلى جمهور المستفيدين

·       تفعيل الإفادة من نتيجة الدراسة التي أفادت أن ورق السليلوز المعالج بالصبغات الطبيعية من مستخلص ثمرة الحنظل وقشر الرمان، يعد إحدى المعالجات الجديدة غير التقليدية في إنقاذ صفحات الكتب والمخطوطات الورقية المعرضة للتآكل والتلف الميكروبيولوجي.

·       ضرورة تنمية الوعي بطرق توفير الطاقة وسياسات وسلوكيات إعادة تدوير مصادر المعلومات بالمكتبات.

·       ضرورة قيام القيادات الإدارية في المكتبات بصفة عامة بدعم وتعزيز مقومات بيئة تبني وتطبيق الابتكار في كافة مجالات وجوانب المكتبات.

وقد أصدر البيان الختامي للمؤتمر سعادة الدكتور / حسن عواد السريحي ، متضمناً توصيات كل الأبحاث المقدمة، والأحاديث التي ألقيت؛ ومشيراً إلى أن هذه التوصيات قد أجابت عن السؤال الذي طرحه صاحب السمو  الملكي /  الأمير فيصل بن سلمان أمير المدينة المنورة  في حفل افتتاح المؤتمر ، وهو :

"  كيف ستكون المكتبات بعد عدة سنوات ؟! "

 ولا استطيع أن اختم الحديث حو لهذا المؤتمر المتميز بدون أن أتوجه بخالص الشكر والتقديرلكل من : 

·       الراعي الرئيس للمؤتمر /سمو الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز ، أمير المدينة المنورة لما منحه من تسهيلات ، وما قدمه من إمكانات كان لها بالغ الأثر في نجاح المؤتمر، و ظهوره بهذا الشكل المتميز.

·       سعادة الأستاذ الدكتور / حسن السريحي، رئيس المؤتمر لحُسن إدارته لهذا المؤتمر ، ومنها حُسن اختيار الوقت، والمكان ،والكلمات والأبحاث المطروحة في هذا المؤتمر ؛ ولمتابعة كل صغيرة وكبيرة بنفسه ، وحلمه على كل المشاركين، وحرصه على إرضاء الجميع قدر استطاعته ، ولكرم أخلاقه في معاملة الجميع .

·       الدكتورة الفاضلة /هبه محمد اسماعيل ، منسق المؤتمر لحسن أداءها لمهمتها بصبر ، وأناة ، وإتقان.

·       كل أفراد فريق العمل بهذا المؤتمر، الذين أدوا عملهم بإحسان؛

فجزاهم  الله تعالى خير الجزاء عن كل من استفاد وسيستفيد من هذا المؤتمر.

وللاطلاع على البرنامج العلمي للمؤتمر يرجى زيارة الرابط التالي : https://kawlaa.com/%d8%ac%d8%af%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%aa%d9%85%d8%b1/

وللمزيد حول المؤتمر يمكن زيارة الرابط التالي:

https://twitter.com/kawla_sa

 مع تحياتي وتقديري،،،    

أماني الرمادي